السبت، 9 مارس 2019

لمحة عن حياة ومسيرة الفنان جوني ديب





يعد الممثل, المنتج و الموسيقي جون كريستوفر “جوني” ديب الذي ولد في كينتاكي, أمريكا عام 1963 اصغر إخوته الأربعة. اتسمت حياته في أولها بالتنقل الكثير حيث عاش مع أقاربه في أكثر من 20 مكان مختلف قبل أن يستقر في ميرامار، فلوريدا عام 1970. عندما كان جوني ديب في سن ال 15 من عمره انفصل والداه تاركين جروحاً عميقة في قلبه الذي قام بتفريغ حزنه بتعذيبه و إيذائه لنفسه نظراً للمشاكل العائلية في صغره. في مقابلة حصلت عام 1993 رد جوني ديب على الأسئلة المتعلقة بالجروح التي تسبب بها بنفسه حيث قال: “إن جسدي هو مدونة بطريقة ما، مثل ما كان البحارون يفعلون، في زمن كان كل وشم فيه له معنى، وقت مخصص في حياتك عندما تضع علامة على جسدك، غير مهم أن تكون أنت تعملها بنفسك بواسطة السكين أو بوساطة فنان وشوم محترف”. زوج بيتي سو (والدة جوني ديب) الجديد توفي في عام 2000 مما سبب حزن جديد لجوني ديب حيث قال بعد وفاته إنه كان مصدر إلهام له.
بدأت مسيرة جوني ديب المهنية من خلال العزف على الغيتار بعد سنوات من انفصال والديه، شارك في فرقة لموسيقى “الروك” بعد تركه للمدرسة الثانوية. حاول جوني ديب العودة إلى المدرسة بعد أسبوعين من تركه لها و لكن مديرها قال له بأن يذهب و يتابع حلمه في عزف الموسيقى. فرقته الأولى The Kids انتقلت إلى لوس انجيلوس في محاولتها للفوز بعقد تسجيل، و لكنها تفرقت قبل أن يحدث أي من هذا. بعد ذلك قام جوني بالتعاون مع فرقة Rock City Angels و شارك في كتابة أغنيتهم Mary التي ظهرت في انطلاق هذه الفرقة الناشئة. في 24 ديسمبر, 1983 شهد جوني ديب حدثاً مغيراً للحياة اعتبر كمفترق طرق في مسيرته، حيث قام بالزواج من لوري آل اليسون شقيقة أحد أفراد فرقته بالرغم من عدم استمرار علاقتهما و طلاقهما في 1985 إلا أن لوري قامت بتعريف جوني ديب على الممثل Nicolas Cage الذي نصح جوني في بدأ مسيرته التمثيلية.
أول أدوار جوني ديب المهمة كانت في فيلم الرعب الكلاسيكي Nightmare On Elm Street عام 1984 الذي لعب فيه دور أحد ضحايا السفاح فريدي، و شارك بعدها في فيلم Platoon عام 1986. تنوعت بعد ذلك مشاركاته ما بين المسلسلات التلفزيونية (Lady Blue, Slow Burn, Hotel, 21 Jump Street) و الأفلام (Cry Baby)، أهم أدواره في ذاك الوقت كان Edward Scissorhands في 1990 لأن نجاحه كان بداية صداقة قوية و تعاون ما بين المخرج تيم بورتن و الممثل جوني ديب الذي أبدع في لعبه لدور غريب مثل أيدوارد. بعد ذلك شارك بأدوار عديدة اختارها لكونها مثيرة و غريبة و ليس لإمكانية تحقيقها لنجاح كبير في شباك التذاكر الأمريكي حيث تم وصفه آن ذاك بالمنعزل المبدع.
ناحية أخرى تم الثناء على جوني ديب بسببها و هي أدواره التي قام من خلالها بتصوير شخصيات مثل ايد وودس في فيلم “Ed Woods”، جوسيف د. بيستون “Donnie Brasco”، هنتر س. ثومبسون “Fear And Loathing In Las Vegas”، جورج جونغ “Blos”، و أخيراً كسارق البنوك جوش ديلينغير في فيلم “Public Enemies”، مما اكسبه شهرة بمهاراته العالية في التنويع بين الأدوار العديدة و تغيره عند لعبه لكل دور. بعد 1998 بدأ اسم جوني ديب بالسطوع كواحد من أكثر الممثلين الصاعدين موهبة في عالم السينما و شارك بأدوار مهمة مثل (Cry Baby ,The Astronaut’s Wife, Sleepy Hallow, Chocolate, What’s Eating Gilbert’s Grape)
قبل دوره الأهم في مسيرته دون شك عام 2003 و الذي كان أول أجزاء السلسلة الشهير Pirates Of The Caribbean، الجزء الأول من أكثر سلسلة سينمائية مكلفة في التاريخ وضعت جوني ديب في صفوف جوائز الأوسكار حيث تلقى ترشيحه الأول على هذا الفيلم بالإضافة إلى قيامه بلعب القبطان جاك سبارو في 3 أجزاء أخرى مما جعلت أفلام جوني ديب تحقق أرباح عالمية بالمجمل قدرها 7.6 بليون دولار أمريكي أكبرها بالطبع كانت في أفلام قراصنة الكاريبي. إبداعه لشخصية جاك سبارو و موهبته العالية المستوى التي ساعدت في تطوير هذه الشخصية كُرمت بفيلم وثائقي حول هذا الموضوع تحت اسم (Reclaiming The blade).
تلقى في 2004 ترشيحه الثاني لجوائز الأوسكار على إبداعه لشخصية السيد جيمس ماثيو بيري في الفيلم الدرامي القوي (Finding Neverland)، و من بعد ذلك تلقى ترشيحه الثالث في الفيلم الغنائي المميز (Sweeney Todd) الذي كان من إخراج تيم بورتون الذي تعاون مع جوني ديب لصنع 8 أفلام آخرها كان الفيلم الكوميدي (Dark Shadows). ترشيحان أثبتا قدرة جوني ديب على لعب الأدوار المختلفة و جعلته واحداً من أكثر الوجوه المعروفة في عالم الممثلين. يذكر أيضاً من أفلام جوني ديب الناجحة (Charlie And The Chocolate Factory, Alice In Wonderland) بالإضافة إلى استخدام صوته في فيلم الرسوم المتحركة Rango و حس فكاهته في الفيلم الكوميدي الرائع 21 Jump Street. جوني و مثل أي ممثل في عالم كان له بعض الثغرات و العقبات في مسيرته آخرها كان The Lone Ranger فيلم ذو ميزانية ضخمة و لكن تمتع بسلبيات عديدة، و شهدنا قبله أيضاً واحداً من أسوء أفلام جوني ديب حسب الإحصائيات و هو The Tourist طارحاً تساؤلات عديدة حول هذه الأفلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق